تشير التوقعات إلى بدء تصدير الغاز الأرجنتيني إلى البرازيل في ديسمبر/كانون الأول المقبل بموجب مذكرة تفاهم وقعها البلدان، مؤخرًا.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة نقل الغاز ترانسبورتادورا دي غاز ديل نورتي (TGN)، دانييل ريدلينر، في قمة فوربس للطاقة Forbes Energy Summit بمدينة بوينس آيرس: "أعتقد أن الصادرات ستبدأ هذا الصيف"، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأوضح ريدلينر أن "الإمدادات -على الأقل في البداية- ستُباع بموجب عقود قابلة للانقطاع، بدءًا من مليون متر مكعب يوميًا في أشهر الصيف ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني وفبراير/شباط المقبلة".

وأكد أن "أهمية هذه الكمية لن تكون اقتصادية بل رمزية، إذ بدأنا التصدير إلى البرازيل مرة أخرى".

صادرات الغاز الأرجنتيني عبر خط الأنابيب

أشار الرئيس التنفيذي لشركة نقل الغاز ترانسبورتادورا دي غاز ديل نورتي (TGN)، دانييل ريدلينر، إلى أن صادرات الغاز الأرجنتيني إلى البرازيل عبر خط الأنابيب قد تزيد إلى 12 إلى 15 مليون متر مكعب يوميًا لتزويد المستهلكين الصناعيين بموجب عقود ثابتة في السنوات الـ3 إلى الـ4 المقبلة.

وبيّن أن "الإمكانات الوفيرة لتزويد محطات التوليد الكهروحرارية البرازيلية، وهي سوق ثابتة تبلغ 10 ملايين متر مكعب يوميًا مع ذروة 70 مليون متر مكعب يوميا، ومن الأفضل توريدها بالغاز المسال، نظرًا للتقلبات الحادة في الطلب".

وقالت المديرة العامة لشركة إكسيليريت إنرجي الأميركية لتوريد محطات الغاز المسال العائمة في الأرجنتين والبرازيل، غابرييلا أغيلار: إن "البرازيل تحصل على معظم كهربائها من الطاقة الكهرومائية"، وفقًا لما نشرته وكالة إس آند بي كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights.

وأضافت: "عندما تتعرض البرازيل لفترات الجفاف كل 3 إلى 4 سنوات، يجب أن تلجأ إلى سوق الغاز المسال العالمية لتعويض النقص عبر 9 محطات إعادة تغويز".

زيادة صادرات الغاز تدريجيًا

تأتي توقعات نمو الصادرات بعد أن وقّع وزير الاقتصاد الأرجنتيني كبير مهندسي الطاقة في البلاد، لويس كابوتو، مذكرة التفاهم في 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري مع وزير المناجم والطاقة البرازيلي، ألكسندر سيلفيرا، على هامش قمة مجموعة الـ20 بمدينة ريو دي جانيرو.

وتنصّ الاتفاقية على زيادة صادرات الغاز الأرجنتيني تدريجيًا إلى 30 مليون متر مكعب يوميًا بحلول عام 2030، بدءًا من مليوني متر مكعب يوميًا في عام 2025، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

تجدر الإشارة إلى أن الأرجنتين كانت، سابقًا، موردًا منتظمًا للغاز إلى البرازيل، لكنها اضطرت إلى التوقف عن التصدير في أوائل العقد الأول من القرن الـ21، حيث تضاءل إنتاجها كثيرًا لدرجة أنها اضطرت إلى اللجوء إلى بوليفيا للحصول على الإمدادات، فضلًا عن سوق الغاز المسال العالمية.

وبدأت هذه الثروات المتدهورة في التحول هذا العقد مع تعافي الإنتاج، بقيادة مشروع تطوير فاكا مويرتا، أحد أكبر حقول النفط الصخري في العالم مع ما يُقدَّر بنحو 300 تريليون قدم مكعبة من الموارد، وهو ما يزيد بكثير عن تريليوني قدم مكعبة من استهلاك البلاد سنويًا.

في المقابل، تقود منطقة باتاغونيا الآن ارتفاعًا في إنتاج الغاز الأرجنتيني، حيث وصلت إلى ما يقرب من 150 مليون متر مكعب يوميًا في سبتمبر/أيلول الماضي من أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 114.2 مليون متر مكعب يوميًا في أوائل عام 2021.

ويمكن للأرجنتين أن تصبح مرة أخرى موردًا إقليميًا للغاز؛ فقد صدّرت 20 مليون متر مكعب يوميًا في أواخر التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الـ21 عبر خطوط الأنابيب عبر الحدود الحالية، التي بُنيَت في التسعينيات، مع ذهاب نحو 5 ملايين متر مكعب يوميًا إلى تشيلي على مدى السنوات القليلة الماضية.

نقل إمدادات الغاز

تتمثل الخطوة التالية في تحديد طرق نقل إمدادات الغاز الأرجنتيني عبر خط الأنابيب إلى البرازيل، مع وجود خيارات مختلفة متاحة.

وتشمل هذه الخيارات استعمال القدرة الاحتياطية في بوليفيا لنقل الإمدادات من الأرجنتين إلى البرازيل مقابل رسوم عبور، فضلًا عن خيار أحدث لبناء خط أنابيب جديد يربط بين البلدين عبر باراغواي، أو تمديد خط أنابيب في أوروغواي للوصول إلى البرازيل في الجنوب، قبل أن يمتد شمالًا إلى ساو باولو.

لذلك، بدأت الأرجنتين بناء المزيد من قدرة النقل في حقل فاكا مويرتا من خلال خط أنابيب بسعة 40 مليون متر مكعب يوميًا إلى وسط البلاد، حيث توجد محطات ربط لنقل الإمدادات شمالًا.

وبُنيَ أول 11 مليون متر مكعب يوميًا من قدرة الخط، الذي أعيد تسميته مؤخرًا ببيريتو مورينو، ومن المتوقع أن تصل إلى 16 مليون متر مكعب يوميًا العام المقبل.

اقرأ أيضًا..