واصلت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، تحقيق النتائج الإيجابية خلال سنة 2024. يظهر ذلك جليا من خلال رقم معاملات المجموعة، الذي ارتفع إلى 69 مليار درهم مع متم شهر شتنبر الماضي، مقابل 61 مليار رهم خلال الفترة ذاتها من سنة 2023.
هذا الإنجاز جاء ثمرة الظرفية الجيدة المتسمة بارتفاع أسعار الأسمدة الفوسفاطية، بسبب تراجع العرض مقابل ارتفع الطلب على المستوى الدولي، مما يمثل امتدادا لوضعية السوق في الفصل الثاني من هذه السنة.
بهذا الخصوص لفتت المجموعة المغربية الرائدة عالميا في إنتاج الأسمدة الفوسفاطية إلى مواصلة الصين للقيود المفروضة على التصدير، وذلك مقابل ارتفاع الطلب من لدن الأسواق الرئيسية من قبيل أوروبا ودول إفريقيا، وحتى البرازيل، أحد أهم زبناء المغرب، رفعت طلبا لتدارك التأخر المسجل خلال الفصل السابق.
هذا الإنجاز ليس وليد الظرفية المواتية للأسواق العالمية فقط، بل جاء أيضا بفضل المرونة الصناعية و القدرة الإنتاجية والتشغيلية للمجموعة، مما يعطي لهذه الأخيرة الأسبقية مقارنة بالمنافسين الآخرين، الاستجابة لطلب الأسواق الرئيسية.
تجلى ذلك على مستوى المنتجات المتخصصة من قبيل سوبر فوسفاط، حيث تمكنت المجموعة المغربية من الاستجابة دون عنت للطلب المتزايد على هذا المنتج وفي الآجال المحددة،فيما يعود الفضل في ذلك إلى سياسة التصنيع والتنويع التي تنتهجها المجموعة من لرفع المردودية الزراعية من خلال تقديم منتجات توافق التربة المحلية.
في التفاصيل، سجل رقم معاملات الأسمدة الفوسفاطية ارتفاعا بنسبة 15 في المائة بالعملة المحلية مقارنة بالفترة ذاتها السنة الماضية، ولا سيما بدعم من حجم أعلى للصادرات، خاصة "ثلاثي سوبر فوسفاط" الذي شهد حجمه نموا قويا بـ54 في المائة على أساس سنوي.
من جهته، سجل رقم معاملات الحمض الفوسفوري ارتفاعا ملحوظا بنسبة 52 في المائة من سنة لأخرى بالعملة المحلية، مدعوما بحجم صادرات متنام نحو وجهات رئيسية، لا سيما أوروبا والهند.
وفي المقابل، انخفض رقم معاملات الفوسفاط الخام بـ39 في المائة خلال الفترة المعنية وبالعملة المحلية.
على المستوى المالي، ارتفع الربح الخام قبل خصم الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2024 إلى أزيد من 27 مليار درهم، مقابل 17,7 مليار درهم خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية. وتنامى هامش الربح الخام قبل خصم الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك إلى 39 في المائة، ليثبت أداء قويا للمجموعة، فضلا عن تحسن قدراتها الإنتاجية وكفاءتها التشغيلية عبر مجموع سلسلة القيمة.
يأتي ذلك في دينامية ملحوظة، تشهدها المجموعة على درب تسريع تحولها الطاقي. في هذا الإطار ذكر البلاغ باتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي وقعها مع "ENGIE" بهدف تسريع التحول الطاقي للمجموعة، والمساهمة بشكل نشط في تحول المملكة المغربية في هذا المجال. ومثلت هذه الاتفاقية خطوة مهمة لإطلاق مشاريع عديدة طموحة للطاقات المتجددة، وتخزين الطاقة، والهيدروجين والأمونيا الخضراء، والبنية التحتية الكهربائية، والتحلية المستدامة، فضلا عن نشر جدول أعمال للبحث والابتكار في هذه المجالات.
المجموعة الفوسفاطية أبرزت كذلك القرض الممنوح إليها من قبل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ،البالغ قيمته بقيمة 200 مليون أورو، من أجل تعزيز الأمن المائي، من خلال تطوير منشآت جديدة لتحلية المياه في المغرب. وسيشمل هذا القرض تمويل بناء محطتين لتحلية المياه في مواقع المجموعة الرئيسية بالجرف الأصفر وآسفي.
هناك أيضا،إعلان مؤسسة التمويل الدوليعن قرض بقيمة 100 مليون أورو لفائدة المجموعة، استهدف لزيادة إمدادات المياه المستدامة اللازمة لإنتاج الأسمدة، وكذلك دعم الفلاحين والأسر في المغرب.
هذا القرض سيساهم في بناء خط أنابيب طوله 219 كيلومترا، ومحطة ضخ لنقل المياه المحلاة من محطات التحلية الحالية والمستقبلية للمجموعة الفوسفاطية في الجرف الأصفر إلى مواقع الإنتاج في خريبكة؛ فيما يتوقع أن يصل الخط إلى طاقة سنوية إجمالية قدرها 80 مليون متر مكعب.
0 تعليق