في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في تطورات خطيرة تلقي بظلالها على مستقبل قطاع غزة، كشف 6 مسؤولين أوروبيين مطلعين على تفاصيل خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، أن إعادة الإعمار قد تقتصر على المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، محذرين من أن ذلك قد يقود إلى تقسيم دائم للقطاع، الأمر الذي أثار قلقاً بالغاً لدى عسكريين ودبلوماسيين مصريين.
وفي هذا السياق، حذر وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد العرابي، من وجود نوايا إسرائيلية لتقسيم غزة، مؤكداً في الوقت نفسه أن “مصر قادرة على إبطال هذه المحاولات، وتحويل المسار بشكل حاسم مثلما تصدت لمخطط التهجير وأحبطته”.
كما شدد العرابي على أن “فصل الخط الأصفر عن غزة أمر مرفوض”، موضحاً أن إسرائيل تسعى لبدء الإعمار في المناطق التي تسيطر عليها فقط، وهو ما يعتبر بمثابة تقسيم غير مباشر وغير معلن للقطاع، وهذا ما ترفضه مصر والشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى الدول العربية والإسلامية، ومؤكداً على أن عملية إعادة الإعمار يجب أن تشمل كامل القطاع، وليس مناطق محددة.
وأشار العرابي إلى أن الخط الأصفر يعتبر حدوداً مؤقتة ستتلاشى مع انسحاب إسرائيل من القطاع، إلا أن البدء بإعادة الإعمار في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية فقط، قد يثير مخاوف من تحوله إلى واقع دائم.
من قطاع غزة – 11 نوفمبر 2025 رويترز
“مخطط ممنهج”
من جهته، أكد اللواء أركان حرب أحمد الشحات، المتخصص في الأمن الإقليمي والدولي، أن تقسيم غزة هو “مخطط ممنهج كان حبيس الأدراج منذ زمن طويل”، موضحاً أنه “جرى استغلال ما حدث في 7 أكتوبر للتحرك وتجاوز رد الفعل للوصول إلى المخطط الأبعد، وهو فرض واقع احتلالي، وفرض ترتيبات أمنية من خلال تقسيم وسط وشمال وجنوب القطاع”.
ورأى الشحات أن “هذا ما سيحدث في المناطق أسوة بما جرى نتيجة أوسلو في الضفة الغربية A وB وC، مع التباين في السيطرة الأمنية والإدارية”، مضيفاً أن الحكومة اليمينية الإسرائيلية الحالية تسعى لفرض التقسيم وفرض طوق عازل على كافة أنحاء غزة.
دبابات إسرائيلية في جنوب غزة (أرشيفية- فرانس برس)
وأضاف الشحات قائلاً إن “هذه الأمور يتم استغلالها لفصل الشمال عن الوسط وعن الجنوب.. فهذا هدف إسرائيل بشكل أساسي”، مؤكداً أن “هناك مساعيَ في الوقت عينه لفرض التهجير القسري وخلق بيئة طاردة للسكان وتهيئة البيئة الجديدة لمخطط التقسيم بشكل واضح بما يتفق مع المخططات الإسرائيلية”، وأكد أن السلطة الفلسطينية أو حماس أو أي أطياف فلسطينية، لن تقبل بهذا المخطط الاسرائيلي، وتحاول بكافة الوسائل والآليات المختلفة فضحه.
وفي سياق متصل، ذكر مسؤولون أوروبيون أنه في حال عدم حدوث تحول كبير في مواقف حماس أو إسرائيل، أو في حال عدم وجود ضغط أميركي على تل أبيب لقبول دور للسلطة الفلسطينية والعمل على إقامة دولة فلسطينية، فمن غير المتوقع أن تتجاوز خطة ترامب مجرد وقف إطلاق النار، وأشاروا إلى أنه في غياب أي جهد كبير من جانب الولايات المتحدة لكسر الجمود، يبدو أن الخط الأصفر سيصبح الحدود الفعلية التي تقسم غزة إلى أجل غير مسمى.
الجدير بالذكر، أن هذه التطورات تأتي في ظل تصاعد المخاوف بشأن مستقبل قطاع غزة، وتأثير هذه الخطط على القضية الفلسطينية برمتها.
هذا المقال لا ينتمي لأي تصنيف.
