دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان حيز التنفيذ صباح الأربعاء، في خطوة تاريخية تنهي أسابيع من التصعيد العسكري وتفتح المجال أمام جهود تهدئة أوسع في المنطقة. قوبل الاتفاق بترحيب دولي واسع من قبل الدول الكبرى والمنظمات الإقليمية، وسط دعوات لتمديده إلى قطاع غزة والضفة الغربية، حيث يعاني الفلسطينيون من أوضاع إنسانية كارثية نتيجة التصعيد الإسرائيلي المستمر.
الأمم المتحدة تدعو للالتزام الكامل بالاتفاق
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن أمله في أن يؤدي الاتفاق إلى إنهاء العنف والمعاناة في لبنان وإسرائيل. وفي بيان رسمي، قال غوتيريش: "أدعو الطرفين إلى الاحترام الكامل والتنفيذ السريع للالتزامات الواردة في الاتفاق، واتخاذ خطوات ملموسة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بشكل كامل".
وأكد غوتيريش أن استعادة الاستقرار في جنوب لبنان تتطلب التزامًا جادًا من الجانبين، مع تفعيل دور القوات الدولية (يونيفيل) لضمان التهدئة على المدى الطويل.
مصر: خطوة نحو خفض التصعيد الإقليمي
في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، رحبت القاهرة بالاتفاق، مؤكدة أنه يمثل تطورًا إيجابيًا في طريق خفض التوترات بالمنطقة. وأشارت إلى أهمية تمكين الجيش اللبناني من بسط سيطرته على الجنوب اللبناني، مع احترام سيادة لبنان ومنع التدخلات الخارجية.
كما دعت مصر إلى البناء على هذا الاتفاق لتحقيق هدنة مماثلة في غزة، مع ضمان النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية إلى القطاع ووقف الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
المملكة العربية السعودية تدعم الاستقرار في لبنان
أشادت المملكة العربية السعودية بالجهود الدولية التي أدت إلى توقيع الاتفاق. وفي بيان رسمي، أكدت المملكة أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، داعية إلى عودة النازحين اللبنانيين إلى منازلهم وتأمين المساعدات اللازمة لإعادة الإعمار.
كما جددت الرياض دعوتها إلى وقف الحرب في غزة، مشددة على أن إنهاء العنف في المنطقة يعتمد على الالتزام بالحلول الدبلوماسية وتعزيز سيادة الدول.
الأردن وقطر: دعوات لتوسيع التهدئة
من جانبها، وصفت وزارة الخارجية الأردنية الاتفاق بأنه خطوة مهمة نحو الاستقرار الإقليمي. وأكدت دعم الأردن للبنان في جهوده لإعادة الإعمار وتعزيز مؤسساته الوطنية.
في السياق ذاته، رحبت قطر بالاتفاق، معربة عن أملها في أن يمهد الطريق لوقف العدوان الإسرائيلي في غزة. وأكدت وزارة الخارجية القطرية التزام الدوحة بدعم جهود التهدئة والمساهمة في إعادة بناء قطاع غزة الذي دمرته الحرب.
تركيا: آن الأوان لإنهاء العنف في غزة
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ترحيبه بالاتفاق، مشيرًا إلى ضرورة التزام إسرائيل بتنفيذ بنوده بشكل كامل. وفي خطاب أمام البرلمان، دعا أردوغان إلى إنهاء الحرب في غزة ووقف الانتهاكات بحق الفلسطينيين.
وأشار إلى أن تركيا ستواصل العمل مع الأطراف الدولية لضمان تحقيق هدنة دائمة في غزة، مع دعم الجهود الإنسانية لإغاثة المدنيين.
فرنسا: نجاح للدبلوماسية الأوروبية
وصف وزير الخارجية الفرنسي جون نويل بارو الاتفاق بأنه إنجاز للدبلوماسية الفرنسية التي لعبت دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين الأطراف. وأشاد بالجهود الشاقة التي بذلتها باريس على مدار شهور لتحقيق هذا الاختراق الدبلوماسي، معربًا عن أمله في أن يسهم الاتفاق في استعادة الاستقرار في المنطقة.
آفاق التهدئة في غزة: هل يكون الاتفاق نموذجًا؟
يرى مراقبون أن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل قد يكون مقدمة لتحقيق تهدئة مماثلة في غزة. فالتصعيد الإسرائيلي في القطاع أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، ما يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن الدول الكبرى، بما فيها الولايات المتحدة وفرنسا وقطر، تسعى إلى الضغط على إسرائيل وحركة حماس للوصول إلى اتفاق يضمن وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية عاجلة لتخفيف معاناة السكان.
خطوة نحو السلام؟
يمثل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل لحظة فارقة في مسار التهدئة الإقليمية. ومع الترحيب الدولي الواسع، يبقى التحدي في ضمان الالتزام ببنوده ومنع أي تصعيد جديد. وبينما تتجه الأنظار إلى غزة، يبقى الأمل معقودًا على استثمار هذا الإنجاز لتحقيق تهدئة شاملة تنهي معاناة الشعوب في المنطقة.
0 تعليق